روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | شــبابنا والإعـلام!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > شــبابنا والإعـلام!


  شــبابنا والإعـلام!
     عدد مرات المشاهدة: 2500        عدد مرات الإرسال: 0

طَرق التلفاز والنت أبواب المسلمين وتربعا في أحضان منازلهم، وبدورهم وثقوا بهما لدرجة ترْك أطفالهم ساعات أمام التلفاز دون مراقبة الكم الهائل من المعلومات التي تترسخ في أذهانهم، ثم يتفاجأون فيما بعد بسلوكهم غير السويّ! وتركوا أولادهم المراهقين بين أنياب المسلسلات العربية والأجنبية يقتدون بأبطالها ويحفظون شعاراتها، كما سلموا مفاتيح شبكة النت لهم وتركوهم هناك يصارعون ثوابتهم الدينية وحدهم، فانعزلوا في ذلك العالم الذي تبنّى تربية أفكارهم وتنمية قدراتهم بعيداً عن إرشاد الأهل فكانت الثمرة جيلاً يسعى إلى تلبية رغباته فقط وخدمة أهدافه الدنيوية، وإقتصر الدين في حِسِّهم على الصلاة والصوم والصدقة!!

وإليكم بعض الإحصاءات التي تؤكد عمق المشكلة:

في تقرير مفصّل حول أثر التلفاز على المراهقين وقدرته على إكسابهم العادات السلوكية السيئة، وُجد أن السهرة التلفزيونية الواحدة تحتوي على حوالي 12جريمة قتل، 15عملية سطو، و20عملية إغتصاب... إضافة إلى عدد كبير من الجرائم المتنوعة!

في مقالة عن أثر الأفلام على الشباب الإسلامي للشيخ سلمان العودة، يظهر أن أفلام المغامرات شجعت الكثيرين على الإستمرار في تهريب الحشيش، وأن 32% من أفراد العيّنة التي أُجريَت عليها الدراسة يؤكدون أنهم يقلّدون في تعاطيهم المخدرات بعض المشاهد التي يشاهدونها في الأفلام!!

¤ أسباب وآثار:

الأسباب المختلفة لظاهرة تعلُّق الشباب بوسائل الإعلام المختلفة:

1= تفكك الأسرة، مما يدفع بأبنائها للهرب نحو الخيال بعيداً عن المشاكل فيلجأون إلى التلفاز أو النت.

2= توجه الأم إلى العمل، مما يُحدث فراغاً عاطفياً تملأه وسائل الإعلام وبرامجه.

3= محاكاة برامج الإعلام لخيال الشباب وطموحاتهم.

4= تردّي الظروف الإقتصادية.

5= هشاشة الوعي الديني لدى الشباب.

6= رغبة الشباب بالتمتع والتسلية.

7= رغبة الأسر في التمتع ببرامج الإعلام وتمسكها بالحجج الداعمة لذلك.

8= رغبة وسائل الإعلام في تحقيق المزيد من الأرباح عبر إبتكار الطرق لشد الشباب نحوها.

9= غياب الرقابة الحكومية، الدينية، والأسرية على نوعية البرامج التي تُبث.

10= عدم قدرة الإعلام الإسلامي على المنافسة وتقديم البديل.

¤ آثار هذه الظاهرة:

1) إرتفاع مستوى العنف لدى الشباب.

2) إرتفاع معدل الإنحراف، وأقلّه التفلّت من الدين.

3) تفكك الأسر.

4) إنشغال الأفراد في العمل الدنيوي.

5) سطحية التفكير لدى الشباب.

6) غياب الإبداع في الفكر الشبابي.

إذن فالواقع الذي لا مهرب منه هو إقتحام الإعلام لعقول أبنائنا وتحكّمه بالقيم التي يتمثلون بها.. وحيث إنه لا مفرّ من وجود الإعلام بإعتباره ضرورة ملازمة لهذا العصر، كان الحلّ الأمثل وجود إعلام إسلامي ذو دورٍ فاعل في حياة الأفراد...

فهل إستطاع المتوفر من الإعلام الإسلامي اليوم تحقيق ذلك؟

¤ قضيتنا والمجتمع:

وحتى نسلط الضوء على هذه القضية تَوَجَّهنا نحو الشارع الإسلامي والمجتمعي لنقوِّم هذه القضية.

ـ تخبرنا أم فؤاد وهي أم لأربعة أبناء: أنها لا تستطيع أن تعيش بلا تلفاز، وأن أطفالها يجلسون بالساعات أمام التلفاز، هي تدرك أن هذا خطر عليهم، والإعلام الإسلامي غائب لأنه عاجز عن جذب الإنتباه إليه حتى الآن.

ـ ويؤيدها صادق 19 عاماً، يدرس التصميم الإعلاني، بأن الإعلام الإسلامي غير قادر على جذب الشباب إليه نظراً لضَعف قُدُراته المادية والبشرية.

ـ في حين يحدثنا طالب وهو متخصص في الكيمياء وفاعل في بعض النشاطات الطلابية، قائلاً: إن الشباب مؤهَّل لحمل هَمّ الدين، ولكنه بحاجة إلى القيادة الجيدة، مؤكداً على قدرة الإعلام على صنع العجائب.

ـ أما الأستاذ المحامي أحمد الشريف فيرى أنّ الإعلام له قدرة عجيبة في التأثير على قرارات الناس وعلى بُنيتهم الفكرية، مضيفاً: أنا مثلاً لا أقدر على العيش بدون نت أو تلفاز، ويشير إلى أن الإعلام في بلادنا لا يتمتع بالإستقلالية، إنما هو تابع لرغبات الغرب، معتبراً إنّ الإعلام الإسلامي لا يحتاج إلى دعمٍ مادي وجماهيري فحسب، بل يحتاج إلى أفكار الشباب المبدع حتى ينطلق ويبني جيلاً إسلامياً رائداً، فإعلامنا الحالي إعلام مشتَّت لا يتمتع بمحاور أساسية متمثلة ببناء دعوي متماسك يتبعه بناء تربوي مؤهل ومُعَدّ وفق أعلى المستويات، بالإضافة إلى حاجته إلى مقومات مادية وإقتصادية قادرة على مواكبة التطور وجذب الإنتباه.

¤ نظرة تربوية:

= وتعتبر شيماء نايف وهي متخصصة تربوية وأم لطفلتين: أن الإعلام الحالي إعلام غير هادف يسعى بالدرجة الأولى إلى إمتاع الفرد لا تثقيفه، أما برامج الأطفال، فهي إما تحثّ على العنف أو تقود إلى السطحية في التفكير، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مؤهلة لإستخراج إبداعات الأطفال وفتح الآفاق لهم، وتضيف: إنّ الإعلام الإسلامي ينبغي أن يُراعي طاقات الشباب، فهم قادرون على حمل هَمّ الدين، ولكن يلزمهم الموجِّه التربوي والمنبر العملي المتمثل بإعلامٍ قويٍ ومتطور.

= وفي حديث مع الإعلامية لينة عطوات تعمل في قسم الإعلام والأبحاث في مؤسسة الأفق للدراسات: تخبرنا بأن الإعلام من أهم وسائل التأثير في الناس عموماً وفي الشباب خصوصاً وعن قضية إدمان الشباب على مختلف وسائل وبرامج الإعلام، ترى بأن هناك واقعاً فرض نفسه علينا، فالمجتمعات عموماً والشباب خصوصاً يعتمدون عليه في شتى أمور الحياة، حتى اتخذه أعداؤنا وسيلة لمحاربتنا والتأثير في توجهاتنا وقراراتنا.

كما أن اختلاف طبيعة العصر الحديث فرض ازدياد تعلّق الشباب بالإعلام، هذا الإعلام الممنهج الذي أجاد إختراق عقول الشباب، فتوجه إليه بالإثارة والشهوة والخيال، وفي ظل صعوبة الزواج وتردّي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، كانت برامج الإعلام طُعماً خطيراً وسلاحاً فتّاكاً يشوِّه معارف شبابنا، ويحوِّر بُنيتهم الإسلامية إلى بُنية هشّة قابلة للإنهيار. ولكن في الوقت نفسه، لعب الإعلام دوراً مهماً في نقل بعض الصور الحقيقية كأحداث الثورات والحروب في بعض المناطق، ففرض بذلك مصداقيته على كل الفئات، وفي المقابل، كانت وتيرة المحاربة الإعلامية تتصاعد عبر التضليل الإعلامي وتزييف الحقائق وتشويه المعلومات.

كل هذا الحراك والمد والجَزر في الإعلام ووسائله المتنوعة زاد من أهمية الإعلام خاصة مع ربط هذه الوسائل الإعلامية بوسائل التواصل الإجتماعي، حيث أصبحا جزءاً لا يتجزأ عن بعضهما البعض، وصار من الصعب التفريق بينهما.

وهنا يأتي الإعلام الإسلامي ليلعب دوره ويأخذ محلّه من الإعراب في محاولة للتوعية والإصلاح والتوجيه، ولا بد من تقوية إعلامنا لأن كثيراً من الحروب سيحدد الإعلامُ من المنتصر فيها، وبالتالي فإنّ أهمية وسائل الإعلام واضحة، لا يمكن تحجيمها نظراً لنتائجها السلبية على وعي الشباب ونموِّهم الفكري والنفسي، ومن الواجب علينا إعادة توجيهها ومحاولة تقييمها.

إذاً، فإنّ أسلحة الدمار الشامل ليست فقط الأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية، وإنما هي أيضاً الأسلحة الإعلامية التي تسمم أفكار الشباب وتقضي على بركة الأمة ومحركها المستقبلي، بقضائها على الفاعلية الإيجابية للشباب.

الكاتب: بثينة عشاير.

المصدر: موقع منبر الداعيات.